التاريخ : 2022-06-12

الرأي نيوز - تحت رعاية المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية اختتم يوم السبت، في مدينة مراكش في المملكة المغربية منتدى الفكر والثقافة (تحالف مراكز الفكر والثقافة العربية) اجتماعات نسخته العاشرة، حيث شملت الاجتماعات على مدار ثلاثة أيام ثلاث جلسات تحت عنوان "العالم العربي أمام التحديات العالمية الجديدة".

وافتتح المنتدى بكلمات كل من مدير عام المعهد الملكي الأستاذ محمد توفيق ملين، رئيس مجلس أمناء تحالف مركز الفكر والثقافة العربية، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية معالي الدكتور جمال السويدي ، ونائب رئيس مجلس الأمناء في التحالف معالي الدكتور الشيخ خالد آل خليفة.

وتركز الحديث في الجلسة الأولى على آثار التوترات الدولية على استقرار العالم العربي، وكيف يمكن للدول العربية تكييف علاقاتها مع القوى العظمى في ظل مناخ استقطابي أكثر فأكثر، وكذلك الاستعداد لمواجهة المخاطر الجديدة، خاصة منها الإلكترونية السيبرانية في ظل الرقمية المتسارعة.

وفي الجلسة الثانية دار الحديث حول انتظام السلاسل الدولية للقيمة في المستقبل، أي نقل الإنتاج الصناعي إلى الخارج، بمعنى إعادة توظيفه، وتقوقع العالم العربي في إطار إعادة التشكيل هذه، وكذلك الانتقال الإيكولوجي في صلب الرؤية الاقتصادية لعالم ما بعد كوفيد١٩، وهل هي حملة جديدة من التبييض الأخضر أم هي مبادرة جادة، وما هي رهاناته بالنسبة للدول العربية؟ وكيف يمكن للمنطقة العربية أن تحقق سيادتها الاستراتيجية في مجالات الغذاء والصحة والصناعة والطاقة.

وركزت الجلسة الثالثة في محاورها على إمكانية تحويل الأزمات إلى فرص لالتفاف المجتمعات العربية حول رهانات مشتركة، وكيف يمكن تعبئة جميع مكونات المجتمعات العربية، وعن تشكيلات جديدة لكيان الدولة في ظل عالم ما بعد جائحة كورونا، وأية سياسات يمكن بلورتها لتلبية الطموحات المتنامية للمواطنين العرب، وخاصة الصحة والتربية والعمل، والحماية من الاضطرابات الجيو - اقتصادية للعالم.

وشارك في هذا المنتدى عدد من القامات السياسية والفكرية والعلمية، حيث شارك من الأردن كل من معالي الأمين العام لمنتدى الفكر العربي الدكتور محمد أبو حمور والعين حسين المجالي.

ومن المغرب شارك كل من المفكر و الاكاديمي الدكتور عبد الحق عزوزي والباحثة الدكتورة ماما إحميميدة .

ومن جمهورية مصر العربية شارك الأستاذ أسامة هيكل وزير الإعلام المصري سابقاً، والسفير محمد العرابي رئيس العلاقات الخارجية بمجلس النواب في مصر.

أما من مملكة البحرين فشاركت الأستاذة جميلة سلمان النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى.

وكما شارك الدكتور عبد الله مقسط أمين الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيير المناخ في منظمة الأمم المتحدة، والأستاذ سامي النصف وزير الإعلام الأسبق في دولة الكويت. والدكتور عبدالحميد الأنصاري أستاذ السياسات الشرعية في دولة قطر، والسفير رياض ياسين عبدالله سفير اليمن في باريس، و الإعلامي الأستاذ محمد الحمادي من دولة الإمارات العربية المتحدة، والأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة رئيس هيئة الصحفيين السعوديين واتحاد الصحافة الخليجية.

وفي اختتام فعاليات المنتدى صدر البيان المشترك والذي تضمن ابرز النقاط التالية:

•تطوير استراتيجيات جديدة في الدول العربية تتلاءم مع التحديات الأمنية المستجدة في العصر الرقمي بما يحمله من تغيرات في حسابات القوى.

•زيادة التركيز على الأمن السيبراني باعتباره مرتبطاً بقضية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والاستقرار السياسي، وتعزيز قدرات العالم العربي على إنتاج أسلحة السيبراني تمكنه من تحقيق أهدافه في الفضاء الافتراضي – السيبراني .

• دعوة الدول العربية إلى تبني مقارنة جديدة للتصدي للتهديدات الأمنية، وتعزيز التعاون الإقليمي على أساس مبدأ المصير المشترك، مع الحفاظ على الثوابت، وأسس الوحدة التراثية لكل بلد عربي .

•تفعيل التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، وإيجاد برامج اقتصادية مشتركة من أجل بناء اكتفاء ذاتي عربي في الأمن الغذائي، وإنتاج الأدوية واللقاحات، والعمل على التطور العلمي والصناعي والتكنولوجي .

•رسم إستراتيجية تعليمية - تربوية عربية، ووضع خارطة طريق عربية متكاملة للبحث العلمي - التكنولوجي متناسقة مع أهداف الاستراتيجية التعليمية التربوية الثقافي.

ويأتي انعقاد هذا المنتدى، كما أكد الحضور في سياق دولي يتسم بتحولات سريعة، في عالم متقلّب وغامض ومعقّد توالت فيه الأزمات ، حيث توشك على تغيير الكثير من المعطيات، وفي سياق عربي إقليمي يتسم بتحديات متعددة، لا سيما فيما يتعلق بالأمن والتنمية، مما يدعو إلى مزيد من التباحث والتنسيق بشأنها.

وفي هذا السياق أكد، معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، رئيس مجلس أمناء تحالف مراكز الفكر والثقافة العربية، أن انعقاد هذه النسخة العاشرة، بما لا يدع مجالاً للشك على خسارة رهان البعض على عدم استمرار ونجاح هذا التحالف.

وأوضح أهمية هذا التحالف، والذي انطلقت دورته الأولى في العاصمة أبوظبي في العام ٢٠١٥، حيث أكد في حينه على أهمية التعاون بين مراكز البحوث والدراسات العربية، وأهمية تبادل الخبرات والمعارف، وهو من أسمى الأهداف التي ينشدها هذا التحالف والتي تمثل نقلة نوعية في مسيرة العمل المشترك خليجيا وعربياً في مجالات الفكر والثقافة العربية، وأن مراكز البحوث والفكر والثقافة أصبحت اليوم تؤدي دوراً حيوياً وفاعلاً في نهضة الأمم والمجتمعات، خصوصاً في أوقات الأزمات والتحديات كما هي الآن في منطقة الشرق الأوسط بوجه خاص بل في العالم أجمع حيث تتنامى مظاهر التطرف والإرهاب.

وبين الدكتور السويدي أن عقد هذا المنتدى اليوم ينطلق من الإيمان بقيمة الفكر والثقافة، وضرورة تشجعيهما في هذه المرحلة التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية ليقوما بدورهما الطبيعي في الارتقاء بالشعوب والمساهمة في دعم متخذي القرار، وتعزيز مفهوم الدولة الوطنية والمواطنة وحماية منجزاتها ومصالحها المشتركة.